بصات الوالي
يختلف نمط التفكير من دولة لأخرى كما يختلف من فرد لآخر , فمشكلة الإزدحام في المواصلات مثلا في أوقات معينة وضيق الطرق وقلة الأنفاق والكباري الطائرة من أهم العوامل التي تجعل المواصلات سيئة في الخرطوم الكبرى وهي تشتكي من سوء المواصلات .فإذا ركبت بص الوالي تلاحظ أشياء كثيرة منها أن جميع الركاب مجبرين على ركوبه وقفوا في الطريق إلى أن أعياهم الوقوف ثم أتى إليهم بص الوالي فظنوا أنهم قد ترتاح رجولهم ولكن هيهات , ظلوا واقفين داخل البص الممل ووقوفه المتكرر .
أصبح بص الوالي مأوى للنشالين والمتحرشين جنسيا فهم يتلاءمون مع البيئات المزدحمة والمتحرشين هم أكبر جرما كون جرمهم يرتبط بالشرف والأخلاق .
بعض البصات مكتوب عليها أن أولوية المقاعد الأمامية للنساء فتلتزم بها طائفة وطائفة لم تلتزم بها بعد .
ونحن السودانيين نتستر على مثل هذه الجرائم الفاضحة المخلة بالآداب لأنها مخجلة خاصة بالنسبة للإناث كون هذه الفعلة تمس شرفها وتبقي سيرتها عل كل لسان , فلابد من وضع قانون يمنع التحرش داخل المركبات العامة وعقوبات رادعة للمتحرشين .
عندما أتت هذه البصات ظننا أنها ستحل مشكلة المواصلات ولكن ماذالت كما هي عليه بل تطورت , فمع شوارع الخرطوم الضيقة وبصات الوالي العريضة أصبحت الحركة بطيئة في بعض شوارع الخرطوم .
إذا كنت تريد أن تركب بص الوالي ,أنت جالس في مقعد فلعيك بالركوب من المحطة الأولي ثم تجرد من ضميرك وأجلس في المقاعد الخلفية ولا تنظر أمامك لأنك لو نظرت سترى كبار السن والنساء واقفات فيعود لك ضميرك فتقوم إلى منهم .
وأيضا شركة المواصلات قامت بتقليص مرتبات السائقيين والمشرفين (متحصلي التذاكر ) لأسباب إقتصادية مما جعل المشرفين يقومون بإختلاس التذاكر واللعب بها مما يؤدي إلى شطبهم من سجلات المشرفين بعد مراقبتهم والقبض عليهم متلبسين , وبالتالي يحصل نقص في العمالة وتكون بعض البصات متوقفة عن العمل لهذه الاسباب .
مشكلتنا في السودان مشكلة دراسة ما نريد أن نقوم به فتظهر النتائج غير المتوقعة , فمثل هذه المشاريع من الممكن أن نعرف نتائجها الإيجابية والسلبية قبل قيامها ولكن كل هذا بالدراسة .
كاتب المقال : عمر فضلون بابكر باسبار
خريج جامعة أم درمان الاسلامية
كلية الآداب - قسم الجغرافيا
شكرا جزيلا لكم
عدل سابقا من قبل Admin في الأحد يونيو 28, 2015 7:44 am عدل 2 مرات
